الاتجاه - مقالات

انه لامر ذو دلالة ان يؤكد سماحة قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي على ضرورة الاسراع في رفع العقوبات المفروضة على ايران تقارنا مع تاكيده على اخذ الانتقام من قتلة الفريق الشهيد قاسم سليماني باعتباره بطل للشعب ومقوض المخخطات الاميركية في المنطقة.

فالمسألة تتصل بمفهوم عزة الجمهورية الاسلامية واقتدارها وما ينبغي اتخاذه للحفاظ عليها في مواجهة الضغوط الاستكبارية التي لم ولن تتوقف مادامت ايران متمسكة بمبادئها الدينية وثوابتها الوطنية التي لا مجال ابدا للتفريط بأي منها لان قاسم سليماني وابا مهدي المهندس ورفاقهما الشهداء (رضوان الله عليهم اجمعين) قدموا ارواحهم الطاهرة في سبيل صيانة مصالح ايران والعراق والامة الاسلامية كافة ومجابهة لغة الغطرسة والتعجرف الاميركية التي لا تقيم وزنا لاي معيار قانوني او انساني يتعلق بالامم والبلدان الاخرى.

لقد اعلن سماحة قائد الثورة خلال كلمته امس الاربعاء في لجنة احياء الذكرى السنوية الاولى للشهيد قاسم سليماني ورفاقه الابرار ما يجب ان يكون وما لا يجب وعليه فان الوفاء لدماء شهيد ايران والامة الاسلامية يستدعيان الالتزام بمسيرته الرسالية التي ينبغي ان تكون دليلا عمليا لمكافحة الاستكبار العالمي ومنهاجا لسبيل المقاومة في كل منطقة يوجد فيها كيان مقاوم يجاهد من اجل الدفاع عن وجوده وكرامته ومقدراته.

نعم ان رفع العقوبات والضغوط الاقتصادية شيء حيوي ومطلوب لكن تحقيق هذا الهدف يتعين ان ينطلق بنفس الشهيد سليماني الذي حباه الله من المزايا والخصائص التي جعلته قاهرا للاستكبار الاميركي ومبددا للاحلام الصهيونية ومرجحا كفة قوى المقاومة والتحرر في الصراع الدولي الراهن في المنطقة.

لقد هزم الشهيد قاسم سليماني الاعداء الدوليين ومرتزقتهم في حياته وبعد مماته، وان من المنتظر ان يتكلل هذا الانتصار الباهر بطرد اميركا من المنطقة، الامر الذي عدّه سماحة الامام الخامنئي بانه سيكون الصفعة الاقوى بوجه الهيمنة الخاوية للاستكبار.

الجميع اصدقاء واعداء يعترفون بان الشهيد الفريق قاسم سليماني هو صانع الانتصارات للامة الاسلامية مثلما هو صانع الهزائم للاعداء ومن يدور في فلكهم، وعلى هذا الاساس فان زوال ادارة في واشنطن ومجيء اخرى لن يغير من الامر شيئا، لان اميركا هي الدولة المستبدة والارهابية سابقا والان ومستقبلا ما لم تتراجع عن سياساتها الاستكبارية وتتخلى عن اعتداءاتها على الدول المستقلة والمتحررة.

لقد اوصى سماحة قائد الثورة المسؤولين ان يكونوا اقوياء وان لا يثقوا بالاعداء وان يحافظوا على الاتحاد الوطني في مواجهة عدو لم تنل الجمهورية الاسلامية منه سوى الشر والمؤامرات والضغوط والوعود الكاذبة مؤكدا ان الثأر للشهيد سليماني آت عندما يكون ذلك ممكنا.

لقد حدد سماحة الامام القائد معالم المرحلة القادمة ووجوب ان يتوافر المسؤولون على المواقف الصحيحة والرصينة التي يجب ان تفوت على الاعداء جميع تحركاتهم الشيطانية واللئيمة مع تجنب كل ما يمكن ان يؤدي قيد انملة الى التقليل من شأن البلاد والشعب والثورة، لان مكانة الجمهورية الاسلامية وعزتها خط احمر لا يمكن تجاوزه ابدا.

 

المصدر: كيهان

MY